قبيلة الزغاوة في تشاد ودارفور : طموحات الدولِة الكبرى؟؟؟
حوار مطول في برنامج تحت الرماد بقناة العالم الايرانية
واحببت ان نقله اليكم بالمنتدى وذلك لمن لم يشاهد البرنامج مباشرة
واليكم الحوار بالكامل والتفصيل كما كان:
توفيق شومان : السلام عليكم ، دولة الزغاوة الكبرى حلم يعزف على اوتار العواطف ركيزته دارفور وقلبه تشاد ولا ينتهي عند افريقيا الوسطى ، انها دارفور اذن ، هل لأنهار الدماء علاقة بالطموحات والاحلام وربما الاوهام ، كثيرون يستنكرون أصل الحديث وكثيرون يؤكدون ان الأمر في سباق مع الوقت ، أهل الزغاوة لديهم مايقولون نكرانا والاتهامييون لديهم مايقولون تأكيدا اذن أين الحلم من الواقع وأين الحقيقة من الاوهام ، دولة الزغاوة الكبرى محور حلقة اليوم من تحت الرماد ، بداية ماحكاية دولة الزغاوة الكبرى .
تقرير
قلة كانت تتوقع ان تتفرع قضية دارفور السودانية الى حدود تخرج عن المعقول ، ذلك ان المجازر والعمليات العسكرية التي لاتتوقف باتت أحد العناوين الرئيسية لهذه القضية والمسألة التي باتت ترافق قضية دارفور تتعلق بأنفصال هذه المنطقة عن مشروع يطلق عليه العديد من السوادنيين دولة الزغاوة الكبرى ، الزغاوة التي تشكل أحد أكبر القبائل في دارفور لها أمتدادات في تشاد وأفريقيا الوسطى ، ويقول المتخوفون من هذا المشروع أن دولة الزغاوة الكبرى بدأ التخطيط لها منذ سبعينات القرن العشرين حين عمدت مجموعات متطرفة من الزغاوة الى تهجير من هم ليسوا منها ، أما قبيلة الزغاوة فيقول السياسييون أن الحديث عن دولة الزغاوة الكبرى ليس الا تحريضا على القبيلة ذاتها وأن حديث الطموحات الكبرى للزغاوة ناتج عن عقلية تؤمن بذهنية التي تستعدي كل من حولها جراء الهواجس القائمة على عمد من هوى .
.
توفيق شومان : سيد حامد حجر أهلا وسهلا بك ،وابدأ معك مباشرة كما يقال بالسؤال الصعب أو السؤال الساخن كما يقال على الاقل بالنسبة لمن يتهمكم بأن لديكم طموحات كبرى ، دولة الزغاوة من تشاد الى دارفور الى افريقيا الوسطى تمر بالحدود المصرية الليبية وصولا الى النيجر ، مالحقيقة ؟
حامد حجر : أولا في البداية الشكر كله والامتنان لفضائية العالم وأوكد لك أخي توفيق شومان أن هذه فرية ومصدرها بالتأكيد مركز السودان للاعلام وهذه طبعا جهة تابعة للمخابرات السودانية وهي تقوم بأخراج التقارير وأول مرة شاهدتها على الانترنت كانت بأسم سليمان ديار على أساس انه كان من جدة وسألنا كل أهل جدة من أبناء دارفور الموجودين هناك فلم يكن هناك أسم بهذا الشكل ونحن نعتبر ان هذا كلام غير صحيح وهو جزء من الصراع لتحطيم الارادات في مشكلة دارفور .
توفيق شومان : كأنك تقول ان كل مايقال عن دولة الزغاوة الكبرى ليس أكثر من فبركة مخابراتية أواعلامية وشيئا من هذا القبيل ؟
حامد حجر : نعم صراعات الارادات في قضية دارفور يتم بشكل قوي لكسر ارادة الدارفوريين وشعبة القوائل في المخابرات السودانية ليس لديها أي عمل غير انها تفبرك مثل هذه القضايا وتحرك بعض القبائل وليس كل القبائل بل المغرر بهم من القبائل العربية الموجودة في ان يكونوا سدا منيعا بوجه زحف الثورة .
توفيق شومان : أي ثورة وضد من ؟
حامد حجر : ثورة دارفور وهي ثورة المهمشين وهي ثورة ضد المركز وضد حكومة الانقاذ .
توفيق شومان : حكومة الانقاذ أم ضد السودان ؟
حامد حجر : ضد الفئة الحاكمة الان في المؤتمر الوطني وبالتحديد حكومة الانقاذ الحالية التي رفضت ان تحل قضية دارفور حل سياسيا بل لجأت الى حل عسكري أمني وهذا سوف لن يوصلنا الى أي شيء .
توفيق شومان : ولكن أنتم من تحملون السلاح وليس الحكومة ؟
حامد حجر : نعم نحن حملنا السلاح ولكن كأننا حملناها بمرسوم جمهوري من رئيس الجمهورية الذي قال أنني سوف لن أعطي أحد ما حقه في هذا السودان الا وأن يحمل السلاح ، وبعد الأتفاقية التي جرت أعطى الجمهوريين كل حقوقهم لأنهم حملوا السلاح وقاتلوا وانتصروا .
توفيق شومان : أتحول الى الخرطوم مع الدكتور عبد الرحمن دوسة ، دكتور دوسة الزغاوة الكبرى تقريبا مصطلح أو مفهوم لنظام سياسي لدولة يخشى منها الكثير بخصوص تقسيم السودان بالدرجة الاولى ، قبيلة تمتد على أكثر من دولة أفريقية حالية يقال بأن لديها طموحات كبرى وبالتالي لديها ايضا تصفيات عنصرية ، سؤالي الاول مالحقيقة عن الزغاوة الكبرى ؟
الدكتورعبد الرحمن بشارة دوسة : أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ، الشكر أولا لقناة العالم على هذه الفرصة الطيبة حتى نستطيع ان نوضح الحقائق دون لبس ، أن كلمة دولة الزغاوة الكبرى هي فرية وكذبة كبيرة أطلقتها الحكومة الحالية ( حكومة الانقاذ الوطني ) في السودان لكي لايتمكن أهل دارفور والزغاوة منهم للمطالبة بحقوقهم والمساواة بالاخرين فالزغاوة هم أصلا سوادنيون مئة بالمئة وأشتركوا في المهدية وتأسيس أول دولة سودانية وكان أول شخص سافر الى ليبيا في الدولة السنوسية كوفد أو مندوب من المهدي الزغاوي يسمى مصطفى الطاهر أسحاق ، وقد شاركوا في دولة المهدية وبأنشاء جمهورية السودان . الحقيقة الزغاوة لم يفكروا اطلاقا في تأسيس أي دولة تسمى بدولة الزغاوة الكبرى فهم عندما تم تقسيمهم بين السودان الفرنسي والذي في النهاية أصبح تشاد وبين السودان الانكليزي المصري والذي أصبح السودان فصاروا مقسومين في الدولتين واصبح كل مجموعة مقسومة في دولته ويشارك مع أهل تلك الدولة ومواطنيها في السعي للقيام بمسؤولياتهم ولم يفكروا ابدا في مسألة دولة زغاوة كبرى وهذه فرية .
توفيق شومان : دكتور دوسة هذه فرية كما تقول ولكن هناك الكثير من الكلام الذي يقال عن الزغاوة الكبرى وأرجو أن يكون صدرك وصدر السيد حامد حجر واسعا نتيجة الاتهامات الموجهة للقبيلة وهذه فرصة على أية حال لاظهار الحقائق ، هناك من يقول دكتور دوسة بأنه منذ السبعينات وبعدما جرت حرب بين قبيلة الزغاوة وقبيلة المحاميد تم الاجتماع في العام 1973 وتم وضع مخطط بقيادة سليمان مصطفى وعلي شمارلأعادة أحياء مملكة الزغاوة التي كانت قبل عشرة قرون .
الدكتورعبد الرحمن بشارة دوسة أخي العزيز هذه ليست معلومات صحيحة ، انما بعض الاخوة الذين ينتمون الى قبيلة المحاميد ونتيجة الصراعات المحلية الموجودة بين القبائل فقد حاولوا ان يلصقوا هذه التهمة لكي يحصلوا على عطف السلطة المركزية لتساعدهم في محاربة الزغاوة ، الحقيقة ان الصراع هو صراع على الموارد فالزغاوة والمحاميد يسكنون في منطقة شمال دارفور المتأثرة بالجفاف والتصحر والصراع على الموارد والمراعي ومصادر المياه وبالتالي من وقت الى اخر تكون هناك صراعات وحروب قبلية من وقت الى اخر والمحاميد لايملكون ارض في تلك المنطقة ولذلك حاولوا استدرار عطف المركز حتى يتمكنوا من محاربة الزغاوة لكن الاستاذ المرحوم سليمان مصطفى والاستاذ علي شمار لم يفكروا قط وفي أي يوم من الايام بأنشاء دولة خاصة بالزغاوة وحقيقة أي شخص موجود في تلك المناطق الصحراوية بين مصر وليبيا وتشاد والسودان يفكر بانشاء دولة ، ودولة ليس لديها منفذ على البحر فهذا شخص غير عاقل ، ولذلك هذه تهمة غير سليمة .
توفيق شومان : سيد يعقوب طبعا ادريس دبي رئيس تشاد من قبيلة الزغاوة ، اتهامات حقائق الله أعلم يقال أنه على الاقل بات يشكل او على الاقل يحلم في هذه الدولة وفي ان يكون اتاتورك الزغاوة كما كان اتاتورك ابو الاتراك ، وهي دولة الزغاوة الكبرى لذلك يساعد العديد من الحركات المسلحة في دارفور ؟
محمد صالح يعقوب : شكرا لقناة العالم لاتاحتها الفرصة لي لكي أتحدث عن هذا الموضوع ، فمصطلح دولة الزغاوة هذا ليس صحيحا ، دعني أتكلم كأمين عام لوزارة الأعلام التشادية ولكني باحث ايضا ، ولم أشاهد في كتب التاريخ أي تاريخ الزغاوة أي مصطلح من هذا النوع ولا أعرف من صنع هذا المصطلح ولكنني أعلم أنه ليس للزغاوة أي طموحات بتأسيس دولة خاصة بهم ، أن الزغاوة هم شعب يعيش في شمال شرق التشاد وشمال غرب السودان وهذا يعني ان اراضيهم منشقة من الشمال الى الجنوب بالحدود التي وضعت سنة 1922و1923 بين مستعمرات فرنسا من جهة والسودان الانكليزي المصري من جهة اخرى ، اليوم مشكلة الزغاوة هي ليست مشكلة الزغاوة فقط بل هي مشكلة عادية في العديد من الدول الافريقية أي مشكلة الدولة ونزاع وتفكك بين القبائل .
يتبع.....