من يتحمل مسؤولية حرمان ابناء النازحين في دارفور من التعليم وتداعياته الكارثية؟؟
الكل بات يدرك تماما بان مشكلة دارفور سوف لن تري حلا ولو جزئيا قبل انقضاء سنين عجاف بالغة الشدة والاجحاف خاصة وان الحكومة خاصة بعض اقطابها لا يريدون لدارفور واهلها خيرا قط , فقد صرحوا بذلك اكثر من مرة بنبرات تكسوها الحقد والحنق فقط لانه في نظرهم فان ابناء دارفور بحملهم السلاح قد فوتوا عليهم فرصة التفرد والنفراد بالسلطة بعد نيفاشا. اذن و فعلي دارفور واهلها ان يدفعوا الثمن من ارواحهم ودمائهم واعراضهم ودورهم ومستقبل ابنائهم. فها هم ابناء وبنات دارفور بلا ماوي ولا علاج ولا تعليم ولا مستقبل الا ان يقضي الله امرا كان مفعولا وينفس كربهم ويفرج همهم وينصرهم علي الظالمين وياخذ بثارهم منهم والذي نساله العلي العزيز ان يكون قريبا وعاجلا .
ولئن كان المرضي يمكن ان يجدوا علاجا بلديا لامراضهم او بواسطة المنظمات الباقية بعد طرد الحكومة للفاعلة منها وكبرياتها, ولئن كان الجوعي من اهل دارفور من النازحين يمكنهم الصبر علي الجوع بسد الرمق بما يمكن ان تجود به هذه المنظمات الاجنبية التي كانت هناك منذ اللحظات الاولي لمحنة النازحين في غياب تام للمنظمات ” الوطنية؟!!” و “العربية” و” الاسلامية!؟” والتي ما استفاقت من غفوتها الا بعد مذكرة اوكامبو فقط لانقاذ زعيم الانقاذ, لئن كان كل ذلك مما يمكن الصبر عليه وتفادي اثاره الضارة لحين لعدم تفاقمها بمرور الزمن وتوالي الايام , فان وقف التعليم لابناء وبنات النازحين , حتي وان كان التعليم الفعلي اصلا معدوم في دارفور وهو واحدة من اسباب حمل السلاح , نقول ان وقف تعليم هؤلاء لهو من اكبر الاضرار التي لحقت باهل دارفور لان اثارها سوف يظل ممتدا الي ان يرث الله الارض ومن عليها. ذلك لان كل الذين راوا النور منذ العام 2003 والذين هم علي مقاعد الدرس وقت اندلاع المشكلة قد صاروا بلا تعليم الي يومنا هذا وستبعهم كل مولود جديد الي وقت ما بعد حل المشكلة بسنوات لان استعادة وتيرة الحياة بعمومها وخاصة التعليم سوف لن يتم الا بعد سنوات من الاستقرار بعد حل المشكلة. ووقف التعليم هي من اكبر المشاكل لانه ذو اثار سلبية باضطراد اندفاعي تضخمي كما المتوالية الهندسية , لان الذي تعطل تعليمه لم يتعطل نموه الجسماني والعقلي , وكلما مر عمره كلما زاد معاناته وابتعاده من خط الحياة المثالية او المفيدة وزادت الهوة بينه وبين اقرانه من ذوي الحظوة في التعليم النظامي في الولايات الاخري خاصة المستاثرة بكل ما هو مفيد وعلي حساب دارفور في بعض الاحيان ولا يحتاج الامر الي كثير اسهاب ليستوعبها القارئ . واذا اضفنا الي كل ذلك ما فعلته هذه الحكومة من جرائم لا سبق لها بحق الطلاب من اهل دارفور ’ مثل جعلهم يجلسون لامتحان الشهادة المنتهية الصلاحية قبل عام , حيث جلس ابناء شمال دارفور لامتحان الشهادة لعام 2003 في عام 2007 بحجة ابشع من الفعل نفسه وهي ان الحكومة تخشي من ان يتم كشف الامتحان وبذلك تخسر الخزينة العامة الكثير من الاموال لاعادة طباعة الامتحان؟ في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الملايين من الدولارات علي شراء الذمم وتفريق الناس احزابا وقبائلا , بل وتنفق الملايين لتعليم ابناء اقطاب الحزب الحاكم في مدارس وجامعات اوربا وماليزيا وتركيا وامريكا حيث يدرس ابن احد الوزراء في جامعة يل بمائة الف دولار سنويا. ولكنه الحقد وكراهة الخير لابناء دارفور هو الذي يقود هؤلاء.
بقي ان نقول بانه رغم حقيقة مسؤولية الحكومة عن كل ما حدث ويحدث لابناء واهل دارفور ولدارفور , فاننا لابد ان نحمل ابناء دارفور, خاصة المنضوين تحت المؤتمر الوطني, مسؤولية ما يجري من جريمة بحق تعليم ابنائهم واخوتهم حيث ظلوا صامتين وهم يرون ما يجري امام اعينهم من اهوال خاصة جريمة امتحان الشهادة التي دافع عنها وبكل اسف والي شمال دارفور الذي صار “ملكيا اكثر من الملك”.
ولابد للسلطة الانتقالية ان تبذل كل ما في وسعها من اجل ضمان استمرارية تعليم ابناء النازحين تفاديا لما يترتب علي توقفه من تداعيات كارثية سنجد انفسنا امام كم هائل من الفاقد التربوي وجيوش من الجهلاء والاميين في نهاية المطاف , لن تجدي معها التعويضات وان نال كل نازح كنوز الدنيا كلها. فان نجحت السلطة الانتقالية في ذلك لكفاها انجازا ومصداقية . ونقترح عليها الدعوة لمؤتمر لبحث قضايا النازحين وحلحلتها وبحضور عناصر وطنية واقليمية ودولية من منظمات وهيئات وحكومات وافراد فالامر جد خطير خاصة انه لا بصيص من امل قريب لوضع حد لماساة انسان دارفور مع هذا التقاعس واللامبالاة من هذه الحكومة. فلو نجحت السلطة الانتقالية في تامين التعليم لابناء النازحين لكفاها انجازا. ونقترح عليها وعلي الحكومة ان هي اهتدت وثابت الي رشدها , بان يتم استيعاب كل ابناء النازحين في مدارس الحكومة بالمدن الكبري في دارفور , او انشاء مدارس بها داخليات لاستيعابهم ومعلميهم من النازحين من مال توطين النازحين وديوان الزكاة والخيرين من المواطنين , و اية معونات تاتي من الدول الشقيقة والصديقة وهيئات المجتمع الدولي من امم متحدة واليونسكو وغيرها. الي حين حل هذه المشكلة الانسانية المتفاقمة.
ونهيب بمحكمة الجزاء الدولية تضمين جريمة حرمان ابناء النازحين التعليم ضمن الجرائم ضد الانسانية فهي بحق الجريمة الاكثر فداحة والابلغ ضررا لان اثارها تماما كما اثار القنابل الذرية تظل تعمل في الفرد الي ان يموت.
الا هل بلغت؟ اللهم فانت الشاهد الذي تعلم السر واخفي